
حكاية كاس الجزائر، أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة، وفي كل ليلة حكاية، وفي كل حكاية تجد نفسك تسبح في عالم فسيح عن تلك المباريات التي لاتزال الكثير منها عالقة في ذا كرة كل من عايشها.
ترى كيف كانت انطلاقة أول طبعة لكاس الجزائر، ومن هما الفريقان اللذان كانا لهما شرف بلوغ المحطة النهائية، وعلى حساب من؟، ومن توج بأول كاس جزائرية بعد الاستقلال؟ تلكم من بين الأسئلة العديدة التي سنجيبكم عنها في هذا الموضوع الخاص عن تاريخ كاس الجزائر.
الانطلاقة
انطلقت أولى الأدوار التصفوية لكاس الجزائر بعد الاستقلال في نهاية سنة 1962، أي بعد أشهر قليلة من الاستقلال، وشهدت الانطلاقة إجراء المباريات الجهوية، والتي جرت على ثلاث مراحل، تأهل بعد ذلك 16 فريق إلى الدور ثمن النهائي، ثمن الدور ربع النهائي فالنصف النهائي فالنهائي.
وفاق سطيف وترجي مستغانم ينشطان أول نهائي
نشط أول نهائي لكاس الجزائر المستقلة فريقي وفاق سطيف وترجي مستغانم، بعد تخطيهما في المربع الذهبي كل من اتحاد العاصمة 2/4 واتحاد سطيف 0/1.
جرت المباراة النهائية يوم 29 افريل 1964 بملعب 20 أوت 1955 بالجزائر العاصمة أمام جمهور غفير، وأداره ثلاثي تحكيم بقيادة خليفي مساعدة بن غنيف وعويسي رحمهم الله.
الغائب الكبير عن اللقاء النهائي رئيس الجمهورية المرحوم احمد بن بلة، حيث كان في زيارة صداقة الى روسيا (الاتحاد السوفياتي آنذاك)، فناب عنه فرحات عباس الذي كان يشغل منصب الرجل الثاني في هرم الدولة الجزائرية.
تشكيلة الفريقين
وفاق سطيف: فرشيشي، بولكفول 2، قجالي، بوروبة وبولكفول 1، بولكفول 3، بن كاري، بن محمود ، خميشة، كوسيم، لونيس ماتام .
المدرب : مختار لعريبي
ترجي مستغانم: ولد موسى، بن محمود، ولد الباي، عصمان، فرجي، بن عيسي، عبد القادر، مسعودي، كلافيار، خليل، سوداني.
المدربين: عبد القادر ولد الباي وافوستين
خليل يسجل اول هدف في تاريخ نهائي كاس الجزائر
بعد عدة محاولات من الجانبين، تمكن فريق ترجي مستغانم في آخر دقيقة من المرحلة الأولى من الوصول الى شباك النسر السطايفي بهدف جميل وقعه اللاعب خليل، وبذلك يرسم اسمه كأول لاعب يسجل في تاريخ نهائيات كاس الجزائر، لم يتأخر بعدها حكم اللقاء خليفي من إنهاء الشوط الاول بتقدم الترجي بهدف دون رد.
جاء الشوط الثاني أكثر ندية وإثارة من الاول، الوفاق بغية تعديل النتيجة والترجي لقتل المباراة بهدف ثاني، وكللت السيطرة السطايفية بتسجيل هدف التعادل قبل 12 دقيقة من صافرة النهاية وقعه اللاعب لونيس ماتام، وبات هو الآخر أول لاعب في نهائيات كاس الجزائر يوقع هدف التعادل، بقية الدقائق لم تأت بنتيجة لينتهي اللقاء التعادل الايجابي هدف لمثله، الأمر الذي اضطر الفريقين بإجراء مباراة ثانية، على اعتبار أن القوانين التي كانت مطبقة آنذاك انه في حال انتهاء المباراة بالتعادل تقام مباراة ثانية في ذات الملعب.
النهائي المعاد والتتويج سطايفي
جرى اللقاء الثاني بين الفريقين الترجي والوفاق من اجل التتويج بأول كاس جزائرية بعد الاستقلال هو الآخر بملعب 20 أوت 19555 بالعاصمة يوم 12 ماي 1963 ودخله الفريقين بالأسماء التالية:
وفاق سطيف: فرشيشي، بولكفول 1، قجالي، بوروبة وبولكفول 2، بولكفول 3، بن كاري، بن محمود ، كرميش، كوسيم، لونيس ماتام .
المدرب : مختار لعريبي
ترجي مستغانم: ولد موسى، بن محمود، عصمان، فراجي، ولد الباي، بن ساسي1، سوداني، خليل ، كلافيار، بن ساسي 2، مسعود.
المدربين: عبد القادر ولد الباي وافوستين
الوفاق السطايفي يتوج باول كاس
على غرار اللقاء الاول، حضر النهائي المعاد جمهور غفير جدا، وأداره نفس ثلاثي تحكيم المباراة الأولى، خليفي بمساعدة بن غنيف وعويسي رحمهم الله.
وكما كان الحال في اللقاء الاول، غاب عن النهائي المعاد المرحوم احمد بن بلة، وناب عنه فرحات عباس.
لم يتكرر سيناريو اللقاء الاول، بعد أن حسم الوفاق المباراة لمصلحته بهدفين لصفر، وقعهما كل من كوسيم في الدقيقة الـ33 ولونيس ماتام في الدقيقة الـ78، وبذلك بات أول لاعب في تاريخ نهائيات كاس الجزائر يسجل هدفين، مهديا فريقه وجماهير الوفاق السطايفي أول كاس جزائرية بعد الاستقلال، لتعم بعدها بيوت مدينة عين الفوارة والقرى المجاورة الزغاريد والأفراح والولائم امتدت لعدة أسابيع احتفالا بهذا التتويج التاريخي.
بعد التتويج … الوفاق واصل والترجي اختفى
كان تتويج الوفاق السطايفي بأول كاس للجزائر كان فال خير على “النسر الأسود” بحصول الوفاق بعد ذلك بسبع كؤوس في سنوات مختلفة، سنة 1964 على حساب مولودية قسنطينة بهدفين لهدف، 1967 على حساب شبيبة سكيكدة بهدف لصفر وفي السنة الموالية 1968 على حساب النصرية بثلاثية لاثنين بعد الوقت الإضافي، سنة 1980 على حساب اتحاد العاصمة بهدف لصفر وسنة 1990 على حساب مولودية باتنة بهدف لصفر، سنة 2010 على حساب شباب باتنة بثلاثية نظيفة وآخر تتويج للوفاق بكاس الجزائر يعود الى سنة 2012 على حساب شباب بلوزداد بهدفين لهدف بعد الوقت الإضافي، وفي السنة الموالية 2017 حالف الحظ الوفاق وخسر النهائي أمام شباب بلوزداد بهدف لصفر بعد الوقت الإضافي، وهو النهائي الوحيد الذي خسره الوفاق.
في الجهة المقابلة، لم يتمكن فريق الترجي من كتابة اسمه في قائمة المتوجين بكاس الجزائر، فبعد أن خسر النهائي الاول سنة 1963، تكرر المشهد في الطبعة الثالثة وخسره فريق ترجي مستغانم أمام مولودية سعيدة بهدفين لهدف، ومنذ ذلك النهائي بقي الترجي بعيدا عن الأدوار المتقدمة لكاس الجزائر، الى غاية الطبعة الحالية حيث بلغ الدور ربع النهائي وأقصي على يد اتحاد الحراش بضربات الجزاء.
