اتصل بالرابطة

الأخبار

توفي عن عمر 88 سنة … وداعا رشيد مخلوفي

توفي يوم الجمعة 8 نوفمبر 2024 ، أسطورة كرة القدم الجزائرية رشيد مخلوفي، عن 88 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

وبرحيل الأسطورة رشيد مخلوفي، لم يتبق من فريق جبهة التحرير الوطني التاريخي إلا دحمان دفنون ومحمد معوش.

ولد رشيد مخلوفي في 12 أوت 1936 بمدينة سطيف، بدا مداعبة الكرة بين الأزقة والأحياء،

أمضى رشيد مخلوفي على ول إجازة رسمية  في سنة 1948 ضمن أشبال الاتحاد السطايفي، بالرغم من بنيته الفورمولوجية الضعيفة، إلا انه كان يمتاز بالسرعة الفائقة والمراوغات الرائعة.

ثلاث مواسم في الاتحاد السطايفي الـ USMSكانت كافية لرشيد مخلوفي أن يبهر المتتبعين، وبات محل إعجاب الجميع، وعلى رأسهم الفرنسي غيوفروي غويشارد، الذي كان يعد آنذاك اختصاص في اكتشاف المواهب الشابة في دول المغرب العربي، فكان وراء انتقاله سانت إيتيان الفرنسي.

شهرة مخلوفي سبقته إلى فرنسا، حيث تكلمت عنه كبريات الصحف والمجلات المختصة وفي مقدمتها مجلة فرانس فوتبول، حيث خصصت له حيزا كبيرا في عددها الصادر في الرابع جويلية 1954 ” رشيد مخلوفي نجم فرنسا الصاعد”، أول مقابلة لرشيد مخلوفي مع نادي سانت ايتيان كانت ضد نادي تور وتألق بشكل لافت للانتباه، وسجل 3 أهداف كاملة .

 

كان مخلوفي مهاجما خطيرا وقناصا بارعا يسجل الأهداف كما يحلو له تارة بالرجل اليمنى وتارة بالرجل اليسرى وتارة برأسه، حتى سمي بغزال البحر الأبيض التوسط، كما سماه البعض بالشبح، حيث كان يستحيل على أي لاعب مراقبته، مما مكنه من إهداء أصحاب اللونين الأخضر والأبيض لقب البطولة الفرنسية عام 1957، وقبل ذلك توج بلقب أحسن هداف لنادي سانت ايتيان، مما أسال لعاب الساهرين على المنتخب الفرنسي، وبما أن الجزائر كانت تحت رحمة فرنسا المستعمرة، كان من البديهي أن تتم مناداته لتدعيم منتخب “الديكة” استعدادا لمونديال 1958 بالسويد.

حمل رشيد مخلوفي الرقم 10 في المنتخب الفرنسي وهو في سن الثاني والعشرين، لعب 4 مقابلات بين سنتي 1956 و1957 وكان احد النجوم الواعدة في  مونديال 1958بالسويد.

قبل شهرين من انطلاق نهائيات كاس العالم بالسويد وبالضبط في 14 افريل 1958 قرر رشيد مخلوفي رفقة العديد من اللاعبين الناشطين في المهجر خاصة في فرنسا الالتحاق بفريق جبهة التحرير الوطني، حيث فضل التضحية بمستقبله الرياضي حبا لهذا الوطن الغالي.

 

قدم رشيد مخلوفي الى جانب رفقاء دربه لمحات كروية رائعة في منتخب جبهة التحرير الوطني، وسجل العديد من الاهداف التي جعلت من منتخب الجبهة خير سفير للثورة التحريرية في المحافل الدولية.

بعد الاستقلال، عاد رشيد مخلوفي من جديد الى ناديه الفرنسي سانت ايتيان ، وقاده في موسم 1963/1964 الى معانقة الدوري الفرنسي، وفي موسم 1966/1967 توج رشيد مخلوفي فرقة سانت ايتيان بالدوري وكاس فرنسا، وفي صائفة 1967 قرر رشيد مخلوفي مغادرته نادي سانت ايتيان والانتقال الى نادي باستيا.

لعب رشيد مخلوفي 213 مقابلة مع نادي سانت ايتيان، سجل 106 أهداف.

لم يدم بقاء رشيد مخلوفي في نادي باستيا إلا موسمين فقط، ليعلن في بداية السبعينيات اعتزاله الملاعب تاركا وراءه سجلا حافلا بالألقاب والكؤوس مع نادي سانت ايتيان، لاتزال جماهير النادي تتذكره إلى يومنا هذا.

على الصعيد المحلي، لعب رشيد مخلوفي إضافة لمنتخب جبهة التحرير الوطني، لعب للمنتخب الوطني الاول بعد الاستقلال، ثلاث سنوات بعد اعتزاله اللعب عين مدربا للمنتخب الوطني العسكري، وهو المنتخب الذي شكل النواة الحقيقة لمنتخب 1982.

قاد رشيد مخلوفي المنتخب الوطني بامتياز الى منصة التتويج بذهبية الألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها بلادنا عام 1975، بعد الانتصار التاريخي على المنتخب الفرنسي ب3/2.

دام بقاء رشيد مخلوفي في المنتخب الوطني الاول أربع سنوات من 1979 الى 1979، وبعد تأهل المنتخب الوطني الى مونديال اسبانيا عام 1982 عين رشيد مخلوفي مديرا فنيا للمنتخب، لكن مباشرة بعد مباراة الشيلي في مونديال اسبانيا 1982 قدم مخلوفي استقالته من منصبه، لتكون آخر محطة له مع ” الخضر “.

في سنة 1988 انتخب رشيد مخلوفي رئيسا للاتحادي الجزائري لكرة القدم، لكن سرعان ما غادر قصر دالي إبراهيم، ليحمل حقائبه ويعود من حيث قدم الى تونس حيث تولى تدريب أكثر من نادي هناك.

إضافة الى تجربته المهنية في تونس، درب رشيد مخلوفي نادي النجمة اللبناني لأكثر من عشر سنوات حتى كاد يرتبط اسمه بهذا الفريق العريق في لبنان الشقيق، قاده لسبع مرات متتالية الى انتزاع لقب الدوري اللبناني، وفي منتصف التسعينيات اعتزال مخلوفي عالم التدريب نهائيا.

في سنة 2000 انتخب رشيد مخلوفي عضوا في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعدها بسنوات انسحب رشيد مخلوفي نهائيات من عالم كرة القدم، وفي الأشهر الأخيرة أصيب بمرض عضال ألزمه الفراش طويلا الى أن توفاه الأجل يوم الجمعة 8 نوفمبر 2024 عن عمر تجاوز الـ88 سنة، رحم الله فقيد كرة القدم الجزائرية واسكنه جنانه العالية والهم ذويه الصبر والسلوان … إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

LNFA

Plus dans الأخبار